() التلوث البحري بالنفط واثاره على البيئة البحرية وطرق إزالته
المقدمة
أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطرا يهدد الجنس البشري بالزوال .. بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات ولقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان . ففي كل يوم تقذف ألاف المداخن الأطنان من الغازات والأتربة التي تفسد الهواء وتجعله غير صالح للتنفس ، كما تصب المصانع المختلفة يوميا مقادير هائلة من المخلفات والنفايات في مياه الأنهار والمحيطات مما يفسدها ويجعلها غير صالحة للاستعمال الآدمي أو لنمو الكائنات الحية ( كالأسماك وغيرها ) وذلك بالإضافة على ما تلقيه السفن أثناء سيرها في البحار والمحيطات من نفايتها ومخلفاتها ( مثل الزيوت والشحوم وغيرها ) مما يؤثر على نمو الكائنات الحية .
بالتالي ... فضلا عما يسببه من تفاقم مشكلة التلوث البيئي والتي تكمن وراء التوسع في إنشاء المصانع المختلفة واستخدام المبيدات الحشرية لمكافحة الآفات والحشرات المنزلية أو التي تصيب المحاصيل الزراعية المختلفة على نطاق واسع مما يؤدي إلى آثار ضارة خطيرة بالجو المحيط وبالتربة والنباتات التي يتغذي عليها الإنسان وبالتالي يعود الضرر على الإنسان نفسه نتيجة للتلوث بتلك المبيدات ويشمل تلوث البيئة كلا من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقهما
وهو مما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالي ... ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ...
فالآية الكريمة تشير بوضوح إلى الدمار الذي يحدث في البر والبحر نتيجة لتدخل الإنسان في الكون وتشير إلى الضرر البالغ الذي يحل به من جراء عمله هذا ذلك الضرر الذي يذوقه الإنسان رغما عنه وهو ما دفعه إليه جهله بالكون وقوانين البيئة التي سنها الله تعالي في الكون فأعماه الغرور وسعي من أجل متعة دنيوية زائفة إلى إفساد البر والبحر بإلقاء المخلفات الصناعية تارة أو بمخلفاته تارة أخري وبالمواد المشعة والإشعاعات الذرية وغيرها تارة أخري
والعلاج كما جاء في الآية الكريمة هو ضرورة الرجوع إلى منهج الله تعالي في تغيير الأنفس حتى تتغير الأحوال ... وتطهير القلوب حتى تتطهر الأجواء وهكذا بات كوكبنا محتاجا إلى كوكب أخر لكي نبدأ فيه وننشئ حضارة جديدة فى بيئة نظيفة ... وفى هذا الموضوع نتناول مفهوم التلوث البيئي وأنواعه المختلفة ومجالاته ومظاهره في الطبيعة ... كما نتناول جانبا من الطرق المختلفة لحماية البيئة من التلوث ، لعلنا نستطيع أن نحمي كوكبنا الأرضي من الدمار الذي ينتظره والهلاك الذي يحيط به من كل جانب .