تتعرض المياه في مصادرها الطبيعية للكثير من أنواع التلوث منها ما هو كيميائي ومنها ما هو بيولوجي، ويعد النفط من أكثر مصادر التلوث المائي انتشارا وتأثيراً، ما تشكل الملوثات النفطية اخطر ملوثات السواحل والبحار والمحيطات، من خلال ما تسببه ناقلات النفط في تسرب حوالي مليوني طن سنوياً من الزيت الخام إلى مياه البحار والمحيطات.
وأنتشر التلوث النفطي للمياه في السنوات الأخيرة، ما له آثاره الوخيمة على بيئة الإنسان وصحته، إذ تؤدي حوادث تسرب النفط إلى البحر إلى نقص كبير في كمية ونوعية المواد الغذائية التي ينتجها البحر وفي طليعتها نقص البروتين الغذائي اللازم لتغذية أعداد السكان المتزايدة وأيضا على الثروة البحرية، كما أن وصول التسريبات النفطية إلى الشواطئ يضر بالسياحة من خلال التشويه لمنظر البيئة، فاستوجب إتخاذ إجراءات ومعالجات ووضع المعايير وسن التشريعات الكفيلة بالحد من هذا النوع من التلوث لخطورة أثارها على مختلف صور الحياة على الأرض.
يشكل تسرب النفط مشكلة متزايدة الصعوبات، وعادة ما تكون إجراءات جمع المعلومات التقليدية فاشلة في تحديد مدى اتساع تسرب البقع الزيتية أوتتبع آثارها، إلا أن أنواعا من تقنيات الاستشعار عن بعد قد برهنت قدرتها على أداء هذه المهام، فاللون المضيء الفاتح للتسربات النفطية قابل للكشف بواسطة أجهزة الاستشعار عن بعد، التي تستفيد من قياس الأشعة فوق البنفسجية في المنطقة المدروسة.
ويعتبر الهدف الأول للاستشعار عن بعد هو تمكين الهيئات المسؤولة عن التخطيط من إدارة مواردها الطبيعية واستخدامها بشكل فعال، فهي وسيلة أسرع وأدق وأقل تكلفة من الأساليب التقليدية المعتمدة حالياً، وهذه التقنية تمكن بالتنبؤ بالتلوث النفطي وموقعة الجغرافي و معرفة حجم البقعة النفطية وكميتها واتجاها وانتشارها و كذلك يتم متابعة وتقييم عمليات مكافحة بقعة النفط أولا بأول.
كما إن استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد مثل موجات الرادار أو الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء أو الموجات القصيرة جدا تفيد كثير جدا في متابعة البقع النفطية في البيئة البحرية كون المراقبة الأرضية وكذلك بواسطة التصوير الجوي بالطائرة قد تكون صعبة نظرا لظروف الرؤية عند التصوير، وغير ذلك.
نخلص إلى القول إن إنشاء مركز للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في الكشف عن التلوث النفطي للمياه و مكافحته بالطرق والأساليب المتبعة، توفّر الكثير من الجوانب البيئية والصحية والاقتصادية للإنسان.
تضمّن البحث خمسة مباحث كانت على النحو الآتي
التلوث وأنواعه، الماء والتلوث،النفط وتلوثه للمياه، استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في الكشف عن التلوث النفطي للمياه، أساليب وطرق مكافحة التلوث النفطي)، الخلاصة والتوصيات، صور البحث، ثم قائمة بالمصادر.