الاستشعار في خدمة البيئة
وللاستشعار عن بعد تطبيقات كثيرة في مجال البيئة على المستويات المحلية والاقليمية، وخاصة عند الحاجة الى تغطية مناطق كبيرة بصفة مستمرة او دورية لرصد الظواهر البيئية او الحصول على المعلومات عن الموارد الطبيعية ورصدها، ومثل هذه التطبيقات في مجال الجيومورفولوجي الذي واكب في الآونة الأخيرة التوسع في تحليل صور الأقمار الصناعية. فقد أمكن عن طريق هذه الصور تحديد خطوط السواحل، والمحاور الطولية للأودية والمجاري المتشبعة على أسطح المروحات الرسوبية، وحدود توزيع الترسبات السطحية والصخور. كذلك استعملت صور الاقمار الصناعية في اعادة تصحيح او تعديل للبيانات عن بعض الجوانب التركيبية والانكسارات والشروخ والالتواءات، وامكن بذلك رسم خرائط جيولوجية معدلة تتضمن كثيرا من التعديلات التي اوضحتها صور الاقمار الصناعية.
أما في مجال التخطيط فقد حدثت ثورة في التخطيط الخاص بالتنمية بواسطة استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد لجمع المعلومات عن الموارد الطبيعية، وهي تعتبر الآن من انجح الوسائل العلمية التطبيقية في اجراء دراسات الموارد الأرضية، حيث يمكن ان تزودنا صور الاقمار الصناعية بمعلومات عن المحاصيل والنباتات والتركيب الجيولوجي وأحوال الماء وتوزيعه والمعالم الطبيعية والصناعية للأقاليم، كما يمكن مراقبة حركة الكثبان الرملية التي تذروها الرياح. وقد أمكن من خلال هذه المعلومات اعداد مختلف انواع الخرائط اللازمة للدراسات البيئية عن الموارد الطبيعية وتوزيعها، ورصد التغيرات البيئية على سطح الارض مثل حركة الكثبان الرملية والزحف العمراني، ودراسة وحصر للموارد المتجددة (الزراعية، الرعوية، المياه الارضية)، الموارد غير المتجددة (البترول والرواسب المعدنية).
وفي مجال البحار والمحيطات أمكن باستخدام الاستشعار عن بعد الحصول على معلومات عن توزيع درجة الحرارة السطحية للبحار والمحيطات وتحديد التيارات الدفيئة وحالة الموج ورصد التغيرات في المياه الضحلة والمناطق الساحلية، ومناطق تجمع الاسماك، ورصد اتجاهات التلوث البحري. والمجالات الاخرى لتطبيقات الاستشعار عن بعد في البيئة هي مجال تحليل استخدامات الاراضي، ورسم الخرائط والربط بين الخلفيات العلمية للتخطيط العمراني والتنبؤات والغلاف الجوي.