بصمة الحمض النووي (DNA)
لاشك أن الإنسان يختلف جينيا عن الشمبانزي وبقية الحيوانات رغم أننا في الواقع نشارك الشمبانزي في 98% من جيناتنا. ويختلف أيضا في أعراقه وأنسابه. لهذا نجد أن بصمة الدنا بصمة فريدة تظهر لنا التنوع البشري وتطوره. ولقد قام مشروع الخريطة الجينية مؤخرا علي التنوع البشري حسب تصنف البشرية بها الأجناس حسب الجينات لدي الأفراد وليس حسب اللون. لأن هناك اختلافات جينية بين الأفراد أكثر مما هي في المجموعات الأجناسية كالجنس الآري أو الحامي أو السلافي أو السكسوني.
لهذا أصبحت تكنلوجيا ال دي ان اي أحد الأدلة الرئيسية في علم الطب الشرعي الذي يعتمد حاليا علي لغة الجينات . وبات جزيء ال دي ان اي كبنك معلومات جينية عن أسلافنا وأصولهم حيث يعطينا هذه المعلومات كمعطيات سهلة وميسرة وبسرعة. وفي عام 1984 ظهر التقدم في فحص جزيء الـ دي ان اي في دماء الأشخاص والتعرف من خلاله على الأفراد. وتعتبر بصمة الـ دي ان اي أداة قوية ودامغة للتعرف من خلالها علي هوية الأشخاص والمجرمين والمشتبه فيهم.فلقد اكتشف علماء الجينات والوراثة أن ثمة مناطق متقطعة في أجزاء الاتصال بكل دي ان اي . فتوجد في هذه الأجزاء أطوال قصيرة متكررة عدة مرات في الشفرة الوراثية. كما وجد أن هذه الأجزاء المتكررة والمتقطعة لها بصمة وحيدة لكل شخص أشبه بتفرد بصمات أصابع اليد. إلا أن هذه البصمة متطابقة لدي التوائم المتطابقة. وأمكن تصوير هذه البصمة بأشعة إكس ورفعها علي أفلام حساسة. وتعتبر بصمة الـ دي ان اي هي البصمة التي ستتبع في الألفية الثالثة لأنها أقوي أداة للتعرف من خلالها علي المجرم والكشف عنه من خلال رفع بصمة الـ دي ان اي الخاصة به من آثار دمه في مسرح الجريمة حتي ولو كانت من بقعة دمية متناهية ثم مضاهاتها بملايين بصمات الـ دي ان اي والمخزنة في أجهزة الكومبيوترات الجنائية وفي بنوك الـ دي ان اي . وأي بصمة دي ان اي سيمكن التعرف عليها و علي صاحبها في ثوان.